سكنت اسرة عائلة اللافي في القرن الثامن عشر في الكويت وجدنا خليفة كان ميسوراً وله من الأبناء خمسة رجال وابنتان وفي آخر حياته عندما اشرف على الموت كان له صندوق يضع فيه سندات الديون فقال لاحد ابنائه: اعطني هذا الصندوق وأخذ هذه السندات وألقاها بالنار فسأله أبناؤه: لماذا؟ فقال لهم: أريدها لله وكانت ديون له على الناس، ثم قال لهم انتم عندكم ما تحتاجون اليه من النوق (الجمال) والاغنام وأموال أمانات عند عثمان الراشد .
وكان يطلق عليه «مجوز العزبان» لانه كلما اتاه شخص يريد ان يتزوج ساعده وقدم له ما يحتاجه للزواج من مساعدة وعانية وكان المهر 20 ريالاً فرنسياً وزولية.
الجهراء
تملك عائلة اللافي مزارع في منطقة الجهراء وفي العبدلي وكانت تملك ايضا قلبان ماء في منطقة السليل. وفي معركة الجهراء شارك بها والدي وبه تسع اصابات منها وكذلك حضرها عمي فهد وعمي عيد ومفرج وفراج.
البيت:
يقع بيت اللافي شمال غرب الجهراء وهو بيت كبير وهو عبارة عن بيت كبير في الجهراء حوطة كبيرة بها خمس عوائل او اكثر وهو متطرف وفي هذا البيت ديوان كبير مفتوح إلى يومنا هذا.
ويتذكر النائب الاسبق بندر سعد اللافي الشمرى بقولة
كان والدي سعد ركب البحر تبابا وهو صغير السن ولكن لم يستقم به الحال في البحر فاخذ يتاجر في الجمال فهو عنده حلال وجماميل مرة يذهب إلى العراق ومرة يذهب إلى الشام ومرة يذهب إلى سورية حتى انه في إحدى السفرات تم ستة اشهر حيث كان يحمل البضائع، على الجمال من الكويت يذهب بها إلى حيث ييسر له الله حتى حصل على ستين روبية وكان هذا المبلغ في هذا الوقت مبلغا كبيرا، حتى عندما عاد وعلموا عنه قالوا (الله) حصل على ستين روبية مبلغ كبير، وقد ذهب إلى نجد وربوعها كل نجد وعندما ذهب إلى المدينة أصابته حمى المدينة حين عودته فمرض هناك وذهب عند اناس واقام عندهم (فكووه) حتى تشافى، وعندما تشافى كان معه في الحمل تمر فأخذ واعطاهم جميع ما في الحمل من تمر واخذ ما يكفيه. وعندما وصل الجهراء كان الجو مليئا بالغبار والرؤية منعدمة، لكنه عرف أنه وصل من مشي الذلول لانها كل ما لها تنزل لأن الأطراف مرتفعة عن الجهراء، وكانت أمه .. في طرف الجهراء تسأل عنه.
الأم
وكانت أم الوالد بعشرة رجال اسمها ( نورة بنت نوفل الوردان الشمري ) حتى يقال انها في (( معركة الجهراء عام 1920 )) كان معها شومي وكانت تقف في منتصف الشارع واذا جاء احد هاربا من المعركة تضربه وتقول له اذهب مع ربعك، فهي كانت تتمتع بقوة وجسارة كبيرة.
وكان لها من الابناء (( سعد و فهد اللافي وبنتان ماتوا لم ألحق عليهما )) .
ومن قصصها انها كانت في البر هي وابناؤها وكان عندهم فرس وجاءهم نذير لغزو وعرفت ذلك فربطت الفرس وطوت البيت ورحلت (شدت) وتركت الفرس مربوطة (في المراح) لابنها (والدي سعد اللافي) الذي كان ذاهبا للقنص، فعندما جاء الوالد علم انها ربطت الفرس لامر ما فأخذ الفرس ولحق بهم وقد توفيت بالجهراء وهي فوق سن التسعين .
وقد تزوجت مرتين الاول امير الجهراء ( عثمان السعيد ) ومن ابناءها (مزعل عثمان السعيد) جد النائب الاسبق طلال السعيد وفهد ومتعب ومشعل وصالح وعبدالله .
و الزوج الثاني ( لافي الذي هو جدنا نحن اسرة اللافي ) .
ومن ابناءها ( فهد اللافي ) و (سعد اللافي ) عضو لجنة تحقيق الجنسية الكويتية و من احفادها النائب الاسبق ( بندر سعد لافي الشمرى) ... والنائبان الاسبقان ( عبدالله فهد لافي الشمرى) ( ولافي فهد لافي الشمرى ) .
المرقاب
انتقل والدي (سعد اللافي ) إلى المرقاب عام 1938 وانتقلنا معه وولدت انا في المرقاب، وكنا في فريج الشاوي وبينه وبين فريج عبدالله المبارك شارع واحد، ونحن قبل ذلك اعطانا (الشيخ سالم المبارك الصباح ) بيتا بالقرب من سوق الحمام لكن لم يطب لنا المقام هناك فرجعنا الى الجهراء.
عندما أتى والدي (سعد اللافي ) الى المرقاب قام بفتح دكان وكان يبيع فيه المواد الغذائية وكان من جيرانه ابن فوزان وابن ثويني وابن هارون ومبارك الشريدة وابن عيدان، وكان يتعامل مع اهل البادية أي يأتي الزبون يشتري منه ويقول له ليس معي نقود فيقول له اذهب ويسجل عنده في دفتر ويأتي في المرة المقبلة ليدفع له فكان هينا لينا واستمر في هذا الدكان طويلا الى السبعينات.
واذكر يوما جاءه تاجر كويتي يتاجر ناحية الاردن، وقد خسر تجارته وليس معه شيء فجمعوا له مبلغا من النقود والكل دفع له، ومن ضمنهم الوالد دفع له مئة روبية وهي في ذلك الوقت مبلغ كبير.
الملا مرشد:-
هذا الرجل الفاضل ( ملا مرشد ) له فضل على أهل الكويت كلها، فهو درس الاباء ودرس الابناء فهذا الرجل اذكر انه كان لا يتقاضى شيئا الا اليسير منه فقد كان يأخذ على الشخص نصف روبية ومن لا يستطيع لا يطالبه بشيء ولم يسأل احد عنها او يقول يا فلان خل ابوك يأتي بالذي عليه، فقد تعلمت عنده وخلال شهر واحد استطعت القراءة والكتابة حيث كان يعلمنا بطريقة سهلة ميسرة جدا ترسخ في اذهان الطلاب ألف خالي باء خالي باء يمين تاء يمين هكذا.
كما ذكرت قبل ذلك فإن ( الملا مرشد ) رجل له فضل كبير على الكويت وهو اكبر من ان يسمى باسمه مدرسة ويجب ان يسمى باسمه مكان كبير في الكويت، فهذا الرجل كنا نأتيه من الساعة السابعة صباحا حتى الظهر وبعد ذلك نأتيه قبل العصر إلى ما قبل المغرب ونبدأ بالدراسة من سن ست سنوات إلى 20 سنة فقد كان عنده حوشان واربع غرف عنده وعند اخويه ملا سليمان اربع غرفة اخرى اول ما نذهب نذهب لملا سليمان نبدأ بالكتابة ثم نبدأ بالحساب البسيط وبعده قصار سور القرآن فلا يمر عليك شهر او اثنان إلا وانت تكتب وتقرأ.
بعد الانتهاء من (الملا مرشد) ذهبنا الى المدرسة بالمرقاب واستمرت بي الحال في المدرسة وبعدها ذهبت مع والدي للوقوف معه بالدكان وبعدها سمح لي والدي وذهبت الى الأمن العام وكان عليها (الشيخ عبدالله المبارك الصباح )، وقد سعى لي فيه والدي حيث كلم الشيخ عبدالله المبارك الصباح وهو الذي وظفني في الامن العام.
النائب الاسبق لافي فهد اللافي يتحدث بقولة :-
( الوالد فهد اللافي دخل الغوص مع اخية من امه .. مزعل عثمان السعيد ) وعمي سعد اللافي اصيب في معركة الجهراء 1920م
يقول ( لافى فهد لافي الشمرى ) ولدت سنة حرب الجهراء عام 1920 في زمن (الشيخ سالم المبارك الصباح ) رحمه الله وهذه الحادثة مشهورة بالتاريخ ومسقط رأسي ليس الجهراء بل المرقاب
يتذكرلافي فهد اللافي الشمرى ايام الطفولة والدراسة بقوله درست عند الكتاتيب بالجهراء وكان المطوع اسمه ( احمد البواردي ) جاء الينا من المجمعة وتعلمت منه العلوم كلها كالقراءه والكتابة وحفظ القرآن، ثم اكملت التعليم عند مطوع اخر من اهل الجهراء وهو المرحوم ( منصور البناق السعيدي الظفيري ) واتذكر السيد (خلف النقيب )رحمه الله وكان لديه مزرعة وبيت بالجهراء وكان يأتي الينا في فصل الربيع في كل سنة ويقيم لمدة شهرين او ثلاث اشهر وهو رجل جليل وكريم وله احترامه وتقديره لدى اهل الجهراء واتذكره جيدا رحمه الله رحمة واسعة واتذكر زوجته واسمها( شيخة النقيب ) وكانت تطلع مع نساء الجهراء رحمها الله.
الشيخ أحمد العراك:-
ويكشف لافي فهد اللافي الشمرى اعجابه بالرجال الطيبين الذكر ويتذكر ابرزهم بقوله من الرجال النادرين المرحوم (أحمد العراك شيخ الزقاريط من قبيلة شمر ) وهو رجل كريم ويسوى ناس كثيرين وله مواقف ووالده الشيخ عراك لم ألحق عليه ولهم تاريخ مشرف وقد حاربوا ابن هذال شيخ قبيلة عنزة على السيطرة على الاراضي في الماضي .
لافي فهد اللافي الشمرى اول مختار يعين بالانتخاب واخذ تقريبا 80 صوتا وكان لافي اللافي هذا بحقبة الاربعينات عنده ثلاث سيارات سيارة خضراء وسيارة حمراء وسيارة بيضاء، وكان يعمل عليها في المكدة إلى الرياض ومناطق مختلفة، وكان عنده سيارة حمراء كبيرة ينقل ويحمل عليها ربعه من مكان إلى مكان وكان ينقل بها الماء الى البدو والى ربعه ومعارفه من دون مقابل، يسقي الناس الذين يعرفهم ومن لا يعرفهم. ولذلك كانت سمعته طيبة جدا وصار له صيت طيب بين الناس، حتى انه من سمعته الطيبة كان عندما يذهب بالسيارة إلى منطقة جرية ويأتي للجمرك كان مأمور الجمرك عبدالواحد لا يوقع له على الاوراق الا بعد ان يجلس عندهم ويتغدى وينام قليلا ايضا ثم يقول تفضل الأوراق يا أبافهد، فقد كانت بينه وبين عبدالواحد صحبة منقطعة النظير فكان مصدر ثقة بالنسبة لهم.وكانت سياراته يحمل فيها البضائع لاهل نجد وكان يقرأ ويكتب حيث تعلم عند ملا مرشد،
عضوية مجلس الامة
وبعد ان اصبح (لافي فهد اللافي) مختارا انشئ مجلس الامة وترشحت انا (بندرسعد اللافي وعبدالله فهد اللافي) ونجحنا في عضوية مجلس الامة وصار من اللافي عضوان ومختار .. وانهينا مدة خدمتنا في مجلس الامة من عام 1963 إلى تاريخ 1967/1/1 وترشحنا مرة اخرى ولكن لم يحالفنا الحظ لكن لافي فهد اللافي ترشح وفاز في عضوية 1967.
الهجرة :موضحا ان خليفة الشمري جاء من حائل ديرة شمر من جبل اجا وهو جبل طويل طوله 70 كيلو متراً وكان يسكنه الكريم حاتم الطائي وسكن خليفة الكويت قبل مئتين سنة عام 1820م وتزوج وانجب كلا من مفرج وفراج ورجا وعيد ولافي ونهيره وعيده، و( لافي انجب فهد و سعد ووالدتهم نورة بنت نوفل الوردان الشمرى من المفضل ،
ويسترسل العم بوفهد لافي اللافي بقولة والدي فهد وعمي مزعل عثمان السعيد اخو ابي من امه ووالدته ايضا نورة بنت نوفل الوردان المفضلي الشمرى) دخلوا الغوص مع سفن الكويت اما عمي سعد فقد كان يحب العمل بالصحراء ، وتجدر الاشارة ان سعد اللافي الشمرى لديه مسطر فى الجيش يدخل شمر وغير شمر للانضمام للعسكر بحكم انه مفوض حكومة الكويت آنذاك
المسطر:-
كان سعد اللافى الشمرى له مسطر في الجيش يدخل معه الشمري وغير الشمري وكانت الحكومة قديما بحاجة إلى الشباب لذا كان عند والدي مسطر وهو عبارة عن مفوض الحكومة الكويتية للالتحاق في الجيش يأتي بالرجل يتكلم معه ويرى لهجته إن كانت غريبة تركه وان وجدها بدوية يسأله من أين هو ومن اي قبيلة ومن أي فخذ؟ الى ان يعرف أصله ويعرف أنه يصلح ويتأكد منه ويتأكد انه بدوي، يشد «يرحل» وينزل أي يتنقل، فالبدوي يثبت... وقد صار الوالد أيضاً عضوا في لجنة الجنسية في الشويخ.
بالاضافة الى انه عضو لجنة تحقيق الجنسية عام 1960 وذلك للتحقق من منح الجنسية الكويتية من عدمه .
ويتذكر الشاعر والكاتب متعب عثمان مزعل السعيد
مناقب عبدالله فهد اللافي (رحمة الله )
عندما نتابع ونلاحظ اداء بعض اعضاء مجلس الامة اليوم نتذكر وبحسرة بعض الاعضاء السابقين من الرعيل الاول والذين كان لهم الدور الكبير والبارز فيما نحن به الآن من خير وكرامة للمواطن الكويتي ومكانة عالية لبلدنا بين دول العالم منذ المجلس التأسيسي مرورا بمجالس الامة السابقة، كان هناك الكثير من الرجال الذين مثلوا الامة والذين يشهد لهم التاريخ برسم سياسة الدولة خارجيا وداخليا ومن هؤلاء النواب الافاضل النائب الكريم ( العم عبدالله فهد اللافي الشمرى ) يرحمه الله والذي كان له دور مهم وكبير في خدمة الكويت عامة والجهراء خاصة، المرحوم عبدالله فهد اللافي الشمرى من مواليد قرية الجهراء عام 1922م توفي والده فهد رحمه الله وهو صغير السن وقد اعتمد على نفسه حتى وصل الى ما يصبو اليه. تعلم القراءة والكتابة ومبادئ القرآن الكريم على يد (الملا ابراهيم الحوطي والملا منصور البناق )رحمهم الله جميعا واستمر يكافح بالحياة حتى وصل الى بداية مسيرته السياسية عندما رشح نفسه ونجح في المجلس التأسيسي عام 1961م والذي خط الدستور ورسم خارطة الطريق لهذا البلد العزيز والذي اوصلنا الى هذا المستوى من الرقي بفضل اولئك الرجال الاوفياء امثال (عبدالله فهد اللافي ) يرحمه الله ثم كان نائبا في مجلس الامة الاول عام 1963م ممثلا للدائرة الثالثة (الشويخ والجهراء والصليبيخات)، كما انه مثلها ايضا في مجلس 1975م نائبا في مجلس الامة كان خلالها من اقوى الاعضاء ومن اشدهم حرصا على مصلحة الوطن والمواطنين وسعى خلال عضويته في مجلس الامة لكل ما يعود بالخير على البلاد والعباد.
كانت بصماته واضحة في الكثير من الخدمات التي ننعم بها الآن ليس على مستوى الجهراء بل على مستوى الكويت عامة. كان يرحمه الله له ديوان عامر بالضيوف من اهالي الجهراء ومن الكويت عامة وحتى من بعض الدول المجاورة. كان كريما وجوادا وشهما في مواقفه الرجولية والتي يشهد له بها كل من عاصر المرحوم عبدالله فهد اللافي وعرفه حق المعرفة فقد كان الملجأ والملاذ للكثير من المحتاجين والذين كان يساعدهم ويقف الى جانبهم. جعلها الله في ميزان حسناته يقول الشاعر المرحوم حجي البصيري الجبلي المطيري:
منهو اللي حط في بطني جماله
غير ولد الشيخ وعبدالله ولافي
هيلعين لا ارتكا للحمل شاله
اشهد ان ابو فهد لافي سنافي
ويعتبر النائب عبدالله فهد اللافي يرحمه الله من نواب المعارضة الحقيقية التي تسعى الى تقويم عمل الحكومة وتوجيهه التوجيه الصحيح الى كل ما يعود بالخير على وطنهم واهالي وطنهم وليس كما نشاهده هذه الايام من معارضة. والمرحوم عبدالله فهد اللافي مواقفه كثيرة ولو استرسلنا لا احتجنا الى مؤلف كامل رحمه الله واسكنه فسيح جناته، هذا والله الهادي.
- نقطة أخيرة…
يقول من شاقه من الناس رجال
يذكر الى عدو رجال الحمايا
لا قيل منهو قلت للحمل شيال
هذاك من ضمن الرجال الدهايا
حكيم في رايه وللعلم حلال
بعيد عن درب الخطا والزرايا
فعله قديمن مع قديمات الاجيال
يوم المداين كلبوها قرايا
منوت غريبن قاطعن دو واسهال
الى لفنه من بعيدن حفايا
على الكريم معرب الجد والخال
تلقاه بالديوان ذيب السرايا
امنين ماجيته على الطيب مازال
بالطيب تشهد له جميع النحايا
سووا سواته يارديين الاعمال
هذا الصحيح وخل عنك الحكايا
واذكر ان الاخوان قد احرقوا بيت شعر يملكه ( ضاري بن طواله واخته .. في داخله واحترقت وتوفت رحمها الله وهي«صلفه») . وقد صد الكويتيون هجوم الاخوان على الجهراء وتحصنوا بالقصر الاحمر وشارك في هذه المعركة والدي فهد وعمي سعد اللافي الشمرى واصيب فيها بطلق ناري بيده وكذلك عمي مزعل عثمان السعيد شقيق الوالد من امه نورة الوردان المفضلي الشمرى واستشهد الكثير من اهل الكويت، اذكر مما ذكر لي امير الجهراء عبدالكريم بن عبداللطيف السعيد واولاده هم صالح ومحمد واخوانه جاسم وعثمان ابناء عبداللطيف السعيد وجريد الشمري ايضا استشهد وهو من الاسلم من شمر واخرين لا اذكر اسماءهم.
الشيخ عبدالله المبارك الصباح :-
ويحدثنا النائب الاسبق بندر سعد اللافي الشمرى ذكرياته ايام العسكرية بقولة
كان الشيخ عبدالله المبارك الصباح رجلا حازما جدا وكان حريصا على أمن الكويت حتى انه في مرة من المرات أخذ معه اثني عشر رجلا وتجند المجند (الملابس العسكرية) وركب السيارة وانطلق السائق بها فسألنا الى اين يذهب فعرفنا ان هناك اشخاصا ناحية كاظمة قد سلبوا حلالا فخرج وراءهم وقبض عليهم واسترجع الحلال وأودع المجرمين في السجن فكان رجلا يحب العدل والأمن.
الأمن العام
عندما دخلت الأمن العام 1954 عملت مدنيا لمدة أربعة أعوام وكنت اتقاضى 450 روبية وكان مبلغا ضخما في هذه الأيام وكنت اسكن في المرقاب وكان هناك قسم اسمه «قلم الأمن» وكان رئيسه (عبداللطيف الثويني ) وكان رجل امن من الدرجة الاولى له هيبة ومكانة في الامن وإذا أردت ان تعد الرجال يعد (عبداللطيف الثويني ) منهم وكان صاحب فراسة يعرف الرجل ولو رآه قبل اربع سنوات، وكان تخصص هذا القلم هو أخذ الكفالة من العراقيين حيث لا نعطي خروجا لأي شخص عراقي إلا بعد ان يتكفل به كفيل كويتي وبعدها يأخذ الخروج وكذلك نقيد من يدخل السجن.
ضابط
وعندما كانت ادارة الأمن العام بحاجة الى ضباط تم ترشيحنا لنكون ضباطاً وكان عددنا 114 شخصا منهم 14 شخصا لم يكملوا الدورة وكانت معايير القبول اما ان يكون عسكريا يجيد القراءة والكتابة او عنده ثانوية عامة ولكنهم كانوا بحاجة فأخذونا ولكن كانت الدراسة صعبة جدا لانها في علم البوليس وقانون الجزاء والشريعة الاسلامية والطب الاولي وعلوم التحقيق وكانت مدة الدراسة ستة أشهر واخرى ميدانية واعطانا الشهادات (الشيخ سعد العبدالله الصباح ) وقد اشرف على تدريسنا (عبدالله متولي )وكان عالما في هذا المجال وكان رجلا في غاية الامتياز والجودة.
التعيين
وجاء اول تعيين لــ بندر سعد اللافي في السجون وبعدما جاءت مطالبة عبدالكريم قاسم حولوني على المخافر وكانت تتبع الأمن في هذا الوقت وكنت في الميناء بالشويخ في ذلك الوقت وكان فيه بواخر وحركة كثيفة.السرقة
وعندما صارت سرقة في شركة بيبسي كولا استدعونا في الساعة الثانية بعد منتصف الليل ولم يكن عندنا كلاب بوليسية او اجهزة حديثة وتقنية حديثة فذهبت وأوقفت جميع العمال وجعلت اتحسس قلب كل واحد فيهم واخرجت منهم بعض المشتبه فيهم ثم جعلت أقلبهم على بعضهم واقول لقد اخبرنا زميلك انك انت سرقت حتى اعترفوا على بعضهم البعض وكانت الفلوس المسروقة قد قاموا بدفنها واخرجناها وسلمناها للشركة وقد تنازلت عنهم الشركة وفصلتهم عن العمل، واستمررت في العمل لمدة ثلاث سنوات في المخافر.
العسكر
كان العسكر على ايامنا رجالا بمعنى الكلمة يتحملون المسؤولية فكانوا من اجود الرجال فانا اذكرهم إلى الان ومنهم رجال بدو كبار في السن لكن تستحي ان تخرج منهم العيبه فكانوا يحافظون على الكرامة والرجولة فعندما يأتون الزام يصفون بانتظام وعندما نفتش عليهم تجد كل شيء منتظما فقد كانوا رجالا بمعنى الكلمة.
الحدود
عندما صارت ازمة (عبدالكريم قاسم ) عّينا اناسا في الهجانة من قبيلتنا شمر ومن غيرها من القبائل وكانوا جميعهم من عشائر البدو ووضعوهم على الحدود وكان الشيخ سعد العبدالله الصباح رحمه الله يمر على والدي ويأخذه للمرور على هؤلاء الهجانة كانوا في خيام، وكان الوالد سعد اللافي عنده ثلاثة مراكز هجانة ويوزع السلاح بازمة عبدالكريم قاسم .
وانا ايضا وزعت سلاحا بأزمة عبدالكريم قاسم نحو 40 بندقية جاءني اكثر من الف شخص لكن اخترت على حسب معرفتي في الاصول فانا عندي موهبة اعرف الشخص من كلامه اذا تكلم امامي اعرف مكان نشأته ووزع والدي نحو 80 بندقية وعندما انتهت الازمة أضاف والدي هذه المراكز إلى مراكز اخرى ما احب ان يستمر فيهم فلقد ادى واجبه.
مجلس الامة :
بعد قضاء ثلاث سنوات في المخافر كنت اشاهد واتابع يوميا مناقشات المجلس التأسيسي فجاءت ترشيحات مجلس الأمة الاول سنة 1963 فرشحت نفسي وكانت تضحية في هذا الوقت حيث كان المستقيل لا يرجع لوظيفته مرة اخرى .
ونحن عندما جئنا لمجلس الامة قررنا ان المستقيل يرجع الى وظيفته لكن عندما رشحت نفسي لم يكن هذا القانون موجوداً وهي تضحية بالنسبة لوظيفتي كضابط شرطة ، وعندما ترشحت في المجلس ترشحت عن ( دائرة الجهراء والصليبخات والشويخ ) وكنا ندور على الديوانيات ولم يكن هناك بوفيهات بل ذبائح للعشاء وقد حصلت تقريبا على خمسمئة صوت في ذلك الوقت وكان في المجلس في ذلك الوقت أكابر أهل الكويت ورجال في منتهى المسؤولية.
واذكر والحديث للنائب الاسبق (بندر سعدر اللافي) انه لم يكن هناك استجواب الا استجواب راشد التوحيد للشيخ ( جابر العلي الصباح ) رحمه الله ولم يكن هناك طرح الثقة في ذلك الوقت، وكنت عضوا في اللجنة التشريعية في المجلس في ذلك الوقت تمر علينا القوانين وغيرها.
الجمعية
عندما اتيت إلى الصليبخات وارادوا اشهار الجمعية التعاونية اخذت معي ثلاثة او اربعة اشخاص وذهبنا الى الشؤون فاخبرونا ان نجمع الفلوس ونكتب المؤسسين ونحن نقوم باشهارها لكم فوضعنا نحن المؤسسين كل واحد 200 دينار، وذهبنا نجمع المبالغ المتبقية وكانت الناس لا تعرف ما هي الجمعية فجمعنا منهم 4000 دينار وذهبنا الى الشؤون وقمنا بتسلم المباني ولكن المبلغ الموجود لا يكفي لشراء البضائع ولا لشراء المعدات فذهبت لابن ايوب بيض الله وجهه وسجل المبلغ على ذمتي الشخصية وقال لا اعرف الجمعية واعرفك انت وذهبت لابي غزالة صاحب الارفف والثلاجات وذهبت لجاسم الوزان وايضا سجل المبلغ على ذمتي الشخصية وقمت باحضار الغاز وافتتحنا الجمعية وجميع المحلات التي فيها والاثاث اشتريناه من سوق الحراج بأرخص الاثمان. وكان ذلك في الفترة من عام 1968 إلى 1974 فقد كنت المؤسس الاول لجمعية الصليبخات والدوحة. وقد جلست رئيسا لجمعية الصليبخات لمدة دورتين وانا مؤسسها من الصفر ولا اريد الشكر الا من الله سبحانه وتعالى.
الصليبخات
منذ أيام كنت في مستوصف الصليبخات وعلمت من الأطباء ان الوجيه (علي ثنيان الغانم )اودع 2 مليون دينار عند الحكومة بوزارة الصحة لبناء مستوصف الصليبخات وقد تداول بين الناس ان الحاج علي لم يف بهذا، ولكن احب ان اطمئن الناس ان المبلغ موجود حاليا بحوزة وزارة الصحة وان الوجيه علي ثنيان الغانم اوفى بوعوده وجزاه الله خيراً وجعلها في ميزان اعماله، ولكن هذه الاجراءات تأخذ بعض الوقت حيث تقوم الوزارة كل ستة اشهر بنقل قسم من المستوصف الى مكان آخر.
الاولاد
ويسترسل النائب الاسبق بندر سعد اللافي بقولة
لقد سلك اولادي القطاع الخاص جميعهم، وعندي بنتان تعملان مدرستين وبنت في البنك ولكنها لما تزوجت استقالت، ولكني كنت اشجع عمل المرأة ومع حقوقها.
سنة الهدامة الثانية
ويحدثنا لافي فهد لافي الشمرى عن الطقس قديماً بقوله إن البرد في الماضي أشد وأقسى وكنا نسكن بيوتا من طين لا يوجد بها عازل وتحمينا من البرودة، واذكر سنة الهدامه الثانية اللى صارت في عام 1954 حيث استمرت الأمطار تنزل لمدة 21 يوما متواصلة وبعدما خلصت الا ونحن منتهين فبيوت الجهراء كلها تهدمت وأهل الجهراء لم يسكنوا المدارس في تلك السنة لانه لا يوجد آنذاك مدارس مبينة من طابوق فيها، وقام ( الشيخ فهد السالم الصباح ) رحمه الله فأعطانا ما بين خمسة آلاف روبية إلى خمسة عشر الف روبية فهدينا ما تبقى من بيوتنا وبنينا بيوتا من طابوق وجندل وكذلك الحال كل أهل الجهراء.
مزارع الجهراء القديمة
ويقول لافي فهد اللافي الشمرى بأن الجهراء قرية زراعية ولدينا مزارع قديمة فيها وموقعها مقابل مخفر الجهراء القديمة وهي بالقرب من بحرة سليل وجارنا مزرعة المرحوم (سليمان العريفان ) ومزرعة المرحوم (ابراهيم الجاسم )التي بها الآن مستوصف الجهراء وبعدها توجد الصويدرة وهي مزرعة يملكها المرحوم (سليمان صالح السعيد) الذي سكن داخل الكويت، وأهل الجهراء كانوا يزرعون حنطة ونخل وطماط وكان المحصول يوزعونه بينهم ولا يبعونه في الكويت لانهم كانوا على روح واحدة وكلهم رأفة ومحبة بينهم وابرز قلبان في الجهراء هي الصويدرة ومريطبه.
الشيخ صباح السالم الصباح
ويحدثنا العم الفاضل لافي فهد اللافي الشمرى عضو مجلس الامة الاسبق عن هذه الحادثة مع( الشيخ صباح السالم الصباح )رحمه الله فيقول «في سنة هدامة التي تكلمت عنها كنا جالسين بديواننا ليلاً فسمعنا صوتا ينادي يابن لافي يابن لافي واذا به (الشيخ صباح السالم الصباح ) جاء الينا في الليل وسألناه عسى ماشر فاجاب كنت بسيارتي بالقرب من المطلاع ثم غرزت بفضل الأمطار الغزيرة والطينية وقد اوصلني صاحب سيارة اليكم بعد ان طلبت منه ان يوصلني لديوان اللافي فقلنا له سوف نذبح لك ونطبخ لك عشاء فرد علينا «اريد منكم ان توصلوني لأم علي بسياراتكم» وهو يمزح معنا وبعد ان تعشى كلفنا (عبدالله ابداح المطيري) بتوصيله على احدى سياراتنا «وانيتات» إلى قصره، و(الشيخ صباح السالم ) يحبنا وهو شيخ طيب وافعاله حميدة طيب الله ثراه.
تيما الجهراء
ويتطرق أبو فهد لافي فهد لافي الشمرى إلى اسم الجهراء بان اسمها تيما وهي مسماه على منطقة بالقرب من الحدود الاردنية وهي ديرة عبدالكريم بن رمان من سنجارة من شمر، ولا يطلق على الجهرة اسم نبصة انما هو موقع فيها ويقول الشاعر فهد الشحتلي الرشيدي بعد معركة الجهراء قصيدة مشهورة وهي:
يا سحاب فوق تيما ترزق نوها
في شمالي السليل غدي عج وعسام
مع طلوع الشمس قامت تقابس ضوها
كم غدى بسبابها من جواد ومن غلام
المنايا في مقاديم قبه سوها
من هل التوحيد راحوا بضربتها شمام
امتلا شعيبها مع خرايم جوها
تو ما كلنا اللحم وانجلا عنا الوخام
تأخذ العرجا إلى الحول تدهل جوها
ما تدنق للتلحوس وتمصيص العظام
ليت فيصل حاضراً في ملاقي سوها
ما اتقى عن لابته من ورا روس العدام
ونعم يا سالم مصالي لهايب ضوها
معجبينه لابته يوم خوات الولهام
روصملانك من العين عجل روها
والسلام من أبو عبدالله وصله اليمام
الحرايب عمروها وشبوا ضوها
عمروها عيال سالم مغذين اليتام
حنين الى حائل
ويكشف النائب الاسبق ابوفهد لافي فهد لافي حنينه الى حائل ( الخطة ) بان له جماعة من ربعه يسكونها وان جوها يختلف عن جو الدنيا كلها وان اراضيها غير اراضي الدنيا كلها وان بردها ليس كبرد الكويت وعمرت حايل الان بخلاف الماضي وكبرت وكثرت سكانها وقد زرتها لاول مرة في حياتي سنة 1961 واشتريت في ( الخطة ) بيتا ومزرعة وزرعت فيها ستة الآف شجرة استوردتها من الشام لكن لقلة المياه واهمال المزارعين تلف الشجر ثم شريت لي مزرعة بالخطة واغلب سكانها من المفضل من شمر وهي من القرى القريبة من حائل وحملت النخل من مزرعتي الأولى الى هذه المزرعة الجديدة بواسطة السيارات وحفرت لها مترين وثلاثة امتار وعمرت بفضل من الله وكلفتني المزرعة مليون ريال في تلك الفترة، ولدى مزرعة اخرى في منطقة القفار بحايل واقضي حالياً معظم أيامي في مزرعتي بالخطة التي اعتبرها بيتي الثاني
تجارة تهريب السلاح في الماضي
ويضيف ( لافي فهد لافي الشمرى) في حديثه عن الاعمال التي اشتغل بها في شبابه قبل اكثر من نصف قرن بقوله «لم اعمل في مهمة الغوص على اللؤلؤ مع السفن الشراعية واتذكر ان أول عمل اشتغلت فيه هو تهريب السلاح من الرياض الى الكويت لبيعه على «الشواوي» الذين يسرحون بالحلال في الصحاري لوحدهم واكثر انواع الاسلحة التي نجلبها صناعتها انكليزية والمشترون يفضلون ام مشط التي تعرف باسم أم خمس فهي المفضلة لديهم وكنا نشتري السلاح بسعر زهيد ونبيعه بثلاثة اضعاف وهذه التجارة ممنوعة ويعاقب كل من يعمل فيها بقص رأسه وقتها عمري أقل من عشرين سنة ولم اتزوج وكان اخوياي في تلك التجارة من قبيلة العجمان اولاد مرزوق طيور شلوى منهم سعود الحيان وربعه ومدة السفر من الرياض الى الجهراء تسع ليال بحمولة 30 بندق كل سفرة.
ثم عملت في تهريب الشاي في سنة البطاقة اثناء الحرب العالمية الثانية لان الحكومة ما قصرت واصدرت بطاقة للتموين لتوزيع المواد الغذائية على الكويتيين واحتكر التجار استيراد الشاي وبيعه باسعار غالية فقمنا بتهريبه بوسائل مختلفة كوضعه داخل الخشب بالسفينة الشراعية وهذه الاعمال وقتها لم نخش المخاطر أو العقوبات لآن الحياة صعبة انذاك وكنا شباب.
تاجر الجلود ابن نحاس اليهودي
في ربيع عام 1940م ذهبت مع المرحوم (محمد ابو قذيلة العازمي )على بعير الى ديار العجمان والعوازم بالمنطقة الشرقية (كمليجة وعتيج والصرار) وبقينا عند العوازم ثمان ايام وكل ليلة يذبحون لنا خروفا اكراماً لنا وكان هدف السفرة هو شراء جلود الطليان لانه جاء الى الكويت تاجر الماني يهودي اسمه ابن نحاس وكان مقيم عند الشيخ احمد الجابر رحمه الله ونشتري نحن الجلد بثلاث او اربع روبيات ونبيعه على التاجر اليهودي ابن نحاس بمبلغ يتفاوت ما بين عشرة واثنى عشر روبية وكان الكثير من الناس تشتري الجلود من اهل البادية بواسطة السيارات، أما انا ومحمد فذهبنا الى تلك الديار لأن السيارات لا تستطيع الوصول اليها واستمرت سفرتنا حوالي شهر وجمعنا مئة قطعة من الجلد الطيب، وعند عودتنا اتصل عمي (سعد لافي الشمرى) رحمه الله بالتاجر اليهودي وجاء مع مرافقه واسمه (مهلي ابن الشاعر الكبير صقر النصافي ) وكان (الشيخ احمد الجابرالصباح ) قد اوصاه بان يكون مرافقا له بالكويت، وقام التاجر اليهودي وفحص كل قطعة على حدة وقال له عمي سعد ان القطعة على اثني عشر روبيه فرد اليهودي بان القطعة سأخذها بتسع روبيات ولن ازيد انة واحدة فوافق عمي سعد اللافي واعطانا تسعمئة روبية وكانت غناة لنا في تلك الفترة.
وفى نهاية المطاف يتطرق ( نائب مجلس الامة الاسبق بندر سعد اللافي الشمرى بقولة
اريد ان اعرج على الشيخ احمد الفهد فهو رجل يريد ان يعمل ويريد ان يخدم بلده فهو رجل فيه نمارة وفيه شجاعة وقوة بأس للعمل فأرجو من بعض الاخوان ان يساعدوه في هذه المهمة فانا ارى فيه المستقبل الزاهر .
